روائع مختارة | قطوف إيمانية | نور من السنة | معالم التوحيد في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 5

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > نور من السنة > معالم التوحيد في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 5


  معالم التوحيد في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 5
     عدد مرات المشاهدة: 2766        عدد مرات الإرسال: 0


¤ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الدعوية، وبدؤه بالتوحيد:

الناظر إلى دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، يجد أنه عليه الصلاة والسلام مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم ينزل عليه فيها أمر بصلاة ولا زكاة ولا صيام ولا جهاد، ولا نهي عن شرب خمر أو غيره، فلما هاجر إلى المدينة ودخل الناس في دين الله، واطمأنت به القلوب، نزلت الأحكام تباعاً.

وفي الأحاديث السابقة وغيرها يتبين منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة، والطريقة الصحيحة في ترتيب قضايا الدعوة إلى الله تعالى، فبدأ أولاً بالدعوة إلى التوحيد لأنه الأساس الأعظم الذي تصح به الأعمال وتقبل، ثم بالشرائع الأخرى على حسب أهميتها.

إن التربية النبوية للأفراد على التوحيد هي الأساس الذي قام عليه البناء الإسلامي، وهي المنهجية الصحيحة التي سار عليها الأنبياء والمرسلون من قبل، وقد آتت تربية الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه ثمارها المباركة، فتطهر الصحابة في الجملة مما يضاد توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، فلم يحتكموا إلا إلى الله وحده، ولم يطيعوا غير الله، ولم يتبعوا أحدًا على غير مرضاة الله، ولم يحبوا غير الله كحب الله، ولم يخشوا إلا الله، ولم يتوكلوا إلا على الله، ولم يلتجئوا إلا إلى الله، ولم يدعوا دعاء المسألة والمغفرة إلا الله وحده، ولم يذبحوا إلا ل لله، ولم ينذروا إلا لله، ولم يستغيثوا إلا بالله، ولم يستعينوا -فيما لا يقدر عليه إلا الله- إلا بالله وحده، ولم يركعوا أو يسجدوا أو يحجوا أو يطوفوا أو يتعبدوا إلا لله وحده، ولم يشبِّهوا الله لا بالمخلوقات ولا بالمعدومات، بل نزهوه غاية التنزيه، انظر: أهمية الجهاد في نشر الدعوة، ص54، 55.

والتوحيد هو أشرف وأهم فروع العقيدة، بل العقيدة كلها توحيد، والقرآن كله توحيد، فالتوحيد هو أول ما يجب، وأول ما يُدعى إليه، وحول التوحيد كانت المعركة بين الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- وبين الأمم، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25] وقال تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:36] فهذا هو ما دعا إليه الأنبياء جميعا، دعوا إلى توحيد الله تبارك وتعالى حيث إفتتحوا دعوتهم وإختتموها بذلك، فإن الشرائع والتعبدات جميعاً إنما هي فروع وتوابع للتوحيد.

يقول الشيخ الدكتور سفر الحوالي: وعلى جميع الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى في كل زمان ومكان أن يبدؤوا دائماً بالتوحيد، فإن ذهبنا إلى قوم لا يعرفون التوحيد، فأول ما ندعوهم إليه التوحيد، فإذا قالوها علمناهم معناها ولوازمها، ومقتضياتها وحقوقها وفروعها، وإن ذهبنا إلى قوم يقولون أو يشهدون أن لا إله إلا الله، فندعوهم أن يصححوا عقيدة التوحيد إن كان فيها خلل أو خطأ، ولاشك أنه مع تطاول القرون، ومع دخول كثير من العجم وغيرهم في هذا الدين، ومع انتشار الجهل وفشو البدع والضلالات، صارت عقيدة التوحيد فيها غبش يتفاوت كثرةً بحسب البلدان. فأول ما ندعوا إليه المسلمين هو تصحيح عقيدة التوحيد، وأول ما ندعو إليه غير المسلمين هو عقيدة التوحيد -شرح العقيدة الطحاوية للشيخ سفر الحوالي.

المصدر: موقع دعوة الأنبياء.